رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

«جاب لنا الذيب من ذيله»

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

بمناسبة انعقاد مؤتمر القمة العربية، تصيبني يا سبحان الله (الارتكاريا)، وذلك كلما أكتب في السياسة - خصوصاً في المشكلة الفلسطينية - التي هي (أعدل قضية، وأسوأ معالجة). وقد عقد حتى الآن 41 مؤتمر قمة، ابتداءً من أنشاص في مصر عام 1946، حتى (قمة القدس) في الظهران، وعلى رأس القائمة في تلك القمم هي القضية الفلسطينية طبعاً، وكلها تنتهي بالنفخ في الرماد، فالعرب مع الأسف ليست لديهم القدرة على أن يحاربوا، ولا القدرة على أن يسالموا، وهذه هي مأساتهم المركبة. وبكل صراحة لا بد من الاعتراف بأن من تسبب بضرر القضية بالدرجة الأولى هم بعض القيادات الفلسطينية، وبعض القيادات العربية. ولو أخذناهم واحداً واحداً؛ فهذا أمين الحسيني، رمى بثقل قضيته وراهن بكل سذاجة على هتلر أثناء الحرب العالمية الثانية، وقال في أحد خطاباته: إن العرب هم الأصدقاء الطبيعيون لألمانيا لوجود الأعداء أنفسهم، البريطانيين واليهود والشيوعيين، وإنهم جاهزون للاشتراك في الحرب، إلا أن هتلر لم يأخذ أي موقف من كلامه. وظل الحسيني في ألمانيا يقبض راتباً شهرياً 150 ألف مارك، وما إن تأكدت هزيمة ألمانيا حتى هرب إلى القاهرة، وهو الذي حاول مزج فكر (الإخوان المسلمين) مع (العقيدة النازيّة). وموقفه ذاك أثار حفيظة بريطانيا وروسيا وأميركا عليه، وزاد الطين بلة عندما رفض قرار التقسيم الذي يعطي الفلسطينيين 49 في المائة من الأرض، وما إن أعلنت دولة إسرائيل حتى كانت روسيا وأميركا هما أول من اعترف بها. وكذلك ياسر عرفات، الذي رفض حضور مؤتمر (مينا هاوس) في القاهرة الذي كان يمكن أن يعيد له الضفة الغربية قبل أن يكون فيها مستعمرة واحدة، وبعد عدة سنوات، وبعد أن امتلأت الضفة بالمستعمرات، بشرنا أخونا بالله بالحل المسخ الذي يقال له (أوسلو). ومن كل تلك المؤتمرات المتعاقبة، لم يكن فيها كلها أي حل عملي وعقلاني سوى اثنين: مؤتمر 1980 الذي طرح فيه مشروع الملك فهد للسلام، ومؤتمر 2002 بمبادرة الملك عبد الله للسلام في الشرق الأوسط. لدينا مثل شعبي تهكمّي يقول: (ولد العجوز الذي يجيه نص حقّه ويعافه)، ومثل آخر أكثر جديّة يقول: (من بغاه كلّه، خلّاه كلّه). الشعارات العنترية المجانية كلها تذهب في النهاية (فاشوش)، مثلما يتمخض الجبل فيلد فأراً، تماماً كمؤتمر الخرطوم الذي كحل أعيننا بقرار: لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف - كأنه ما شاء الله (جاب لنا الذيب من ذيله)!! وهذا القرار لا قتل إسرائيل ولا حتى حرك فيها قلامة أظفر، وكل ما هنالك أنه خدر ولعب بعقول العرب أكثر.
نقلا عن الشرق الأوسط

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

آخر الأخبار

بالفيديو.. عائض القرني: أغلب الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة الإخوان مثل بن لادن والظواهري
بالفيديو.. عائض القرني: أغلب الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة الإخوان مثل بن لادن والظواهري
بالصور : الأمير منصور بن متعب ينقل تعازي ⁧‫"خادم الحرمين‬⁩ و ⁧‫ولي العهد‬⁩ " لرئيس الإمارات في وفاة الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان
بالصور : الأمير منصور بن متعب ينقل تعازي ⁧‫"خادم الحرمين‬⁩ و ⁧‫ولي العهد‬⁩ " لرئيس الإمارات في وفاة الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان
بالفيديو.. آخر رسالة صوتية من الأمير الراحل "بدر بن عبدالمحسن " للإعلامي الكويتي حمود البغيلي
بالفيديو.. آخر رسالة صوتية من الأمير الراحل "بدر بن عبدالمحسن " للإعلامي الكويتي حمود البغيلي
الرئة بـ 3 ملايين جنيه.. قاتل طفل شبرا يعترف: "كسرت أضلاعه بشاكوش ونزع قلبه وعينيه وخصيتيه"
الرئة بـ 3 ملايين جنيه.. قاتل طفل شبرا يعترف: "كسرت أضلاعه بشاكوش ونزع قلبه وعينيه وخصيتيه"
بالفيديو .. راشد الماجد يكشف تفاصيل آخر مكالمة بينه وبين الأمير ‎بدر بن عبدالمحسن قبل وفاته بأسبوعين
بالفيديو .. راشد الماجد يكشف تفاصيل آخر مكالمة بينه وبين الأمير ‎بدر بن عبدالمحسن قبل وفاته بأسبوعين
الديوان الملكي يعلن وفاة الأمير " بدر بن عبدالمحسن" خارج المملكة ويكشف موعد ومكان الصلاة عليه
الديوان الملكي يعلن وفاة الأمير " بدر بن عبدالمحسن" خارج المملكة ويكشف موعد ومكان الصلاة عليه
خبراء يكشفون أفضل وقت لتناول الكالسيوم للوقاية من أمراض القلب.. والنسبة التي يحتاجها الجسم يوميا
خبراء يكشفون أفضل وقت لتناول الكالسيوم للوقاية من أمراض القلب.. والنسبة التي يحتاجها الجسم يوميا
شاهد.. ردة فعل امرأة بعد محاولة لص سرقة سيارتها والهروب بها عند محطة وقود في أمريكا
شاهد.. ردة فعل امرأة بعد محاولة لص سرقة سيارتها والهروب بها عند محطة وقود في أمريكا
arrow up